مَـوْضِــعُ الْـسَـبَّــابَــة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مَـوْضِــعُ الْـسَـبَّــابَــة
مَـوْضِــعُ الْـسَـبَّــابَــة
للشاعر محمد خضير
عَلَى كُلِّ مُنْعَطَفٍ مِشْنَقَةٌ وَمُعْتَقَلٌ
وَحارِسٌ تَحْتَ جُنْحِ اللّيْلِ يُجيدُ النُّباحَ
وَغانِيَةٌ تَتَعَطّرُ كُلَّ ليْلَةٍ لفارسٍ مِنْ خَشَبِ
... قَدْ نالَ مِنِّي التَّعَب ُ!
كُوني مَا شِئْتِ
وَاصْنَعي أَحْلامِيَ عَجينًا خُرَافِيًا
وَخبْزَ صَباحِ .
دَثـــِّريْني قُبَيْلَ الرَّحِيلِ بِقُبْلَةٍ
وَأَحْلامِ أَسيْرِ ...
دَثـــِّريني بِأُغْنِيَةٍ صَيْفِيَّةٍ
... وَبَعْضَ نُوَاحٍ
كُونِي مَا شِئْتِ ...
أَصَابِعَ عازِفٍ مُتَمَرِّسٍ
أَوْ صَوْتَ نايٍ
أَوْ هَديْلَ حَمَامَةٍ لِسَلامٍ مَنْشودٍ ،
وَارْفَعينيْ رايَةً بَيْضَاءَ
وَاخْلُديني لِلرّياحِ ؛
فَمَا عُدْتُّ أَهْتَزُّ كَريْشَةِ طائِرٍ
وَمَا عُدْتُّ وَتَرًا فَوْقَ جُثَّةِ عودٍ
... فَاطْرَبيْ مَا شِئْتِ
وَكُونِي أَزيْزَ الْرَّصَاصِ
وَكُونِيْ لَوْنَ الْجِرَاحِ
كُونِي مَا شِئْتِ ...
حيْنَ ُيطِلُّ الخَريْفُ
وَتَنْتَشِي الأَرْضُ طَرَبـًا بِهَزيْمَةِ الأَوْراقِ
سَأكوْنُ وَرَقَ خَريفَكِ الأَخِيْرِ
وَأُعْلِنُ لَوْنِيَ الأَصْفَرَ مَلِكَاً لِلْفُصُوْلِ
وَأَرْكَبُ الْرِّيْحَ نَحْوَكِ
أَهْمِيْ ..
وَأمْتَطِيَ صَهْوَةَ الْحُبِّ
لَهْفَةً لِلْعِشْقِ، وَشَوْقَاً لِلْعِناقِ
وَأمْضيْ إلَيْكِ فارِسًا أَخِيرًا
وَبارِقَةَ حُبٍّ بِطَعْمِ الْوَرْدِ
وَأُعْلِنُ لِلْنِّسَاءِ دُونَكِ :
حَاضِرٌ أَنَاْ مِثْلَ طَيْرٍ ... وَجَناحٍ
كُونِي مَا شِئْتِ
... أُخْرُجُيْ مِنْ صَمْتيَ الآنَ
وَارْكُضِيْ مَا اسْتَطَعْتِ ،
تُثِيْرُنِيْ حَشْرَجَةٌ، وَبَعْضُ لُعَـابٍ!
وَتَسْكُنُني نَارٌ لا لَــوْنَ لَهَا
كَأَنِّيْ بِهَا مَاءٌ وَوُرودٌ
يُلاَحِقُنِيْ ذَاكَ الْفَتَىْ
يُشِيْرُ بِسَبَّابَتِهِ إلَى مَوْضِعِ الْدَّمِ
ثـُمَّ يَبْتَسِمُ
يُشِيْرُ، وَيَبْتَسِمُ ؛
فَأَهْرُبُ إلَى تُرَابِ الأرْضِ نَعَامَةً
أَسَّـاقَطُ مِثْـــلَ ثـَلْجٍ لا يَذوْب
ثـُمَّ أعُوْدُ فَأبْتَـسِمُ ،
تُطِلُّ عَلى جُرْحِيَ مَرَّةً أُخْرَى
... صَغِيْرَةً كَحَــبَّةِ الْكَرَزِ
لكِنَّني دُونَهَا!
أيا مَلاكًا صَغِيْرًا
وَجُرْحَاً يَنْضِبُ أسَفَاً :
أنَا آسَفُ أكْثَرُ مِمَّا أشْتَهيْ،
وَأَكْثَرُ مِمَّا تَشْتَهيْنَ أَنْتِ؛
فَلِي قَلْبٌ مَا زَالَ يَرِقُّ ،
لَهُ فِيْ الْحُسْنِ طَعْمُ حَيَاةٍ
وَلَهُ فِيْ الْعِشْقِ رَائِحَةَ باروْدٍ.
كُوْنِيْ مَا شِئْتِ ...
جـيْدَ الأرْضِ، وَقُبَّرَةَ الْمَسَاءِ،
غَمَامٌ بِحَجْمِ الْيَبَابِ
وَشِتَاءٌ بِكْرٌ ... يُسَابِقُ الْرِّياحَ.
أَنْتِ الْبَنادِقُ فِيْ الْحُرُوبِ
وَأَتونُ النَّارِ فَوْقَ انْتِصَارِ الْوَرَقِ .
أَنـَا طَلْقَتُكِ الأولَى
وَالْجَسَدُ الْمُرْتِهِنُ إلى الْغِيابِ ؛
فَاسْحَبي أَمَّانَكِ بِرفْقِ الأنْبِياءِ
وَأطْلِقيْنِي رَصَاصَةً أُخْرَىْ ... وَأُخْرَىْ
فِيْ مَهَبِّ الْسِّلاحِ.
خُوْضِيْ حُرُوْبَكِ بيْ
وَاطْرُدِيْ الْتَّـثاؤُبَ عَنْ بَابِ حَدِيْقَتُكِ
وَازْرَعِيْنيْ هُنَاكَ
وَأَسْكِنيْنيْ قَلْبَ مَلاَكٍ أَخِيرٍ
وَامْنَحِينيْ صَهْوَةَ الْمَوْتِ فِيْ صَلْصَالِ الْحَيَاةِ،
احْفُريْنِيْ قَبْرًا نَاعِمًا بِألْوانٍ مُشْتَهاةٍ
... أَنَا وَرْدُكِ الأحْمَرُ الْقانِيْ
وَشَهيْدُكِ الأوَّلُ،
أَنَـا بــِزَّتُكِ الْعَسْكَرِيَّةُ، وَجُلُّ هَزَائِمُكِ
وَخَطُّ الْـنَّارِ فِيْ الأنْوَاءِ
... مَا زِلْتُ سَيِّدَتِيْ هُنَاكَ
مُعَلَّقًا فِيْ رَحِمِ الْغُرْفَةِ الْسَّوْداءِ
يَعْلُو يَاقَتي غُبَارُ الْرُّكُوْنِ
وَتَعْتَلِيْني أَوْسِمَةٌ ... لَمْ أشْتَهيْهَا
وَنَيَاشِيْنُ جَمِيْلَةٌ مَارَسَتْ مَعِيَ الْهُدُوْءَ ؛
فَاقْتُلِيْ صَمْتِي بِكِ
وَاصْرُخِيْ بِالْكَلامِ الْمُبَاحِ
كُونِيْ مَا شِئْتِ...
قَمَرَ لَيْلٍ
أَوْ شَمْسَ نَهَارٍ
وَاصْبُغِيْ خَدَّ الْهُروبِ بِنَا
وَاغْسِلِيْ طُهْرَكِ مِنَّا؛
فَنَحْنُ عَارٌ
وَجَدِّلِيْ ضَفائِرَكِ فَوْقَ مِرْآةِ الْتَّعَبِ
وَانـْظُمِيْنيْ قَصَائِدَ حُزْنٍ تَتـْرَى
عَلَى مَسَامِعِ مَنْ
إذَا مَاتَ اسْتَرَاحَ.
الشاعر محمد خضير
للشاعر محمد خضير
عَلَى كُلِّ مُنْعَطَفٍ مِشْنَقَةٌ وَمُعْتَقَلٌ
وَحارِسٌ تَحْتَ جُنْحِ اللّيْلِ يُجيدُ النُّباحَ
وَغانِيَةٌ تَتَعَطّرُ كُلَّ ليْلَةٍ لفارسٍ مِنْ خَشَبِ
... قَدْ نالَ مِنِّي التَّعَب ُ!
كُوني مَا شِئْتِ
وَاصْنَعي أَحْلامِيَ عَجينًا خُرَافِيًا
وَخبْزَ صَباحِ .
دَثـــِّريْني قُبَيْلَ الرَّحِيلِ بِقُبْلَةٍ
وَأَحْلامِ أَسيْرِ ...
دَثـــِّريني بِأُغْنِيَةٍ صَيْفِيَّةٍ
... وَبَعْضَ نُوَاحٍ
كُونِي مَا شِئْتِ ...
أَصَابِعَ عازِفٍ مُتَمَرِّسٍ
أَوْ صَوْتَ نايٍ
أَوْ هَديْلَ حَمَامَةٍ لِسَلامٍ مَنْشودٍ ،
وَارْفَعينيْ رايَةً بَيْضَاءَ
وَاخْلُديني لِلرّياحِ ؛
فَمَا عُدْتُّ أَهْتَزُّ كَريْشَةِ طائِرٍ
وَمَا عُدْتُّ وَتَرًا فَوْقَ جُثَّةِ عودٍ
... فَاطْرَبيْ مَا شِئْتِ
وَكُونِي أَزيْزَ الْرَّصَاصِ
وَكُونِيْ لَوْنَ الْجِرَاحِ
كُونِي مَا شِئْتِ ...
حيْنَ ُيطِلُّ الخَريْفُ
وَتَنْتَشِي الأَرْضُ طَرَبـًا بِهَزيْمَةِ الأَوْراقِ
سَأكوْنُ وَرَقَ خَريفَكِ الأَخِيْرِ
وَأُعْلِنُ لَوْنِيَ الأَصْفَرَ مَلِكَاً لِلْفُصُوْلِ
وَأَرْكَبُ الْرِّيْحَ نَحْوَكِ
أَهْمِيْ ..
وَأمْتَطِيَ صَهْوَةَ الْحُبِّ
لَهْفَةً لِلْعِشْقِ، وَشَوْقَاً لِلْعِناقِ
وَأمْضيْ إلَيْكِ فارِسًا أَخِيرًا
وَبارِقَةَ حُبٍّ بِطَعْمِ الْوَرْدِ
وَأُعْلِنُ لِلْنِّسَاءِ دُونَكِ :
حَاضِرٌ أَنَاْ مِثْلَ طَيْرٍ ... وَجَناحٍ
كُونِي مَا شِئْتِ
... أُخْرُجُيْ مِنْ صَمْتيَ الآنَ
وَارْكُضِيْ مَا اسْتَطَعْتِ ،
تُثِيْرُنِيْ حَشْرَجَةٌ، وَبَعْضُ لُعَـابٍ!
وَتَسْكُنُني نَارٌ لا لَــوْنَ لَهَا
كَأَنِّيْ بِهَا مَاءٌ وَوُرودٌ
يُلاَحِقُنِيْ ذَاكَ الْفَتَىْ
يُشِيْرُ بِسَبَّابَتِهِ إلَى مَوْضِعِ الْدَّمِ
ثـُمَّ يَبْتَسِمُ
يُشِيْرُ، وَيَبْتَسِمُ ؛
فَأَهْرُبُ إلَى تُرَابِ الأرْضِ نَعَامَةً
أَسَّـاقَطُ مِثْـــلَ ثـَلْجٍ لا يَذوْب
ثـُمَّ أعُوْدُ فَأبْتَـسِمُ ،
تُطِلُّ عَلى جُرْحِيَ مَرَّةً أُخْرَى
... صَغِيْرَةً كَحَــبَّةِ الْكَرَزِ
لكِنَّني دُونَهَا!
أيا مَلاكًا صَغِيْرًا
وَجُرْحَاً يَنْضِبُ أسَفَاً :
أنَا آسَفُ أكْثَرُ مِمَّا أشْتَهيْ،
وَأَكْثَرُ مِمَّا تَشْتَهيْنَ أَنْتِ؛
فَلِي قَلْبٌ مَا زَالَ يَرِقُّ ،
لَهُ فِيْ الْحُسْنِ طَعْمُ حَيَاةٍ
وَلَهُ فِيْ الْعِشْقِ رَائِحَةَ باروْدٍ.
كُوْنِيْ مَا شِئْتِ ...
جـيْدَ الأرْضِ، وَقُبَّرَةَ الْمَسَاءِ،
غَمَامٌ بِحَجْمِ الْيَبَابِ
وَشِتَاءٌ بِكْرٌ ... يُسَابِقُ الْرِّياحَ.
أَنْتِ الْبَنادِقُ فِيْ الْحُرُوبِ
وَأَتونُ النَّارِ فَوْقَ انْتِصَارِ الْوَرَقِ .
أَنـَا طَلْقَتُكِ الأولَى
وَالْجَسَدُ الْمُرْتِهِنُ إلى الْغِيابِ ؛
فَاسْحَبي أَمَّانَكِ بِرفْقِ الأنْبِياءِ
وَأطْلِقيْنِي رَصَاصَةً أُخْرَىْ ... وَأُخْرَىْ
فِيْ مَهَبِّ الْسِّلاحِ.
خُوْضِيْ حُرُوْبَكِ بيْ
وَاطْرُدِيْ الْتَّـثاؤُبَ عَنْ بَابِ حَدِيْقَتُكِ
وَازْرَعِيْنيْ هُنَاكَ
وَأَسْكِنيْنيْ قَلْبَ مَلاَكٍ أَخِيرٍ
وَامْنَحِينيْ صَهْوَةَ الْمَوْتِ فِيْ صَلْصَالِ الْحَيَاةِ،
احْفُريْنِيْ قَبْرًا نَاعِمًا بِألْوانٍ مُشْتَهاةٍ
... أَنَا وَرْدُكِ الأحْمَرُ الْقانِيْ
وَشَهيْدُكِ الأوَّلُ،
أَنَـا بــِزَّتُكِ الْعَسْكَرِيَّةُ، وَجُلُّ هَزَائِمُكِ
وَخَطُّ الْـنَّارِ فِيْ الأنْوَاءِ
... مَا زِلْتُ سَيِّدَتِيْ هُنَاكَ
مُعَلَّقًا فِيْ رَحِمِ الْغُرْفَةِ الْسَّوْداءِ
يَعْلُو يَاقَتي غُبَارُ الْرُّكُوْنِ
وَتَعْتَلِيْني أَوْسِمَةٌ ... لَمْ أشْتَهيْهَا
وَنَيَاشِيْنُ جَمِيْلَةٌ مَارَسَتْ مَعِيَ الْهُدُوْءَ ؛
فَاقْتُلِيْ صَمْتِي بِكِ
وَاصْرُخِيْ بِالْكَلامِ الْمُبَاحِ
كُونِيْ مَا شِئْتِ...
قَمَرَ لَيْلٍ
أَوْ شَمْسَ نَهَارٍ
وَاصْبُغِيْ خَدَّ الْهُروبِ بِنَا
وَاغْسِلِيْ طُهْرَكِ مِنَّا؛
فَنَحْنُ عَارٌ
وَجَدِّلِيْ ضَفائِرَكِ فَوْقَ مِرْآةِ الْتَّعَبِ
وَانـْظُمِيْنيْ قَصَائِدَ حُزْنٍ تَتـْرَى
عَلَى مَسَامِعِ مَنْ
إذَا مَاتَ اسْتَرَاحَ.
الشاعر محمد خضير
عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة أغسطس 19, 2011 6:51 am عدل 1 مرات
رد: مَـوْضِــعُ الْـسَـبَّــابَــة
مشكووور جدا على الطرح الرائع و المميز
Hmodeh- .:: مدير عام ::.
- الجنس :
مشآاركآتـي : 64
نقــآطـي : 86
تقيـيمـــي : 3
تاريخ انضمـامي : 01/08/2011
عمــري : 26
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى